الصفحة الرئيسية

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

إعترافات (3)



 مرحبا ظاهر،

 هل أتاك نبأ هذه المدينة، سأفترض بأن الجواب هو لا، فلا أود فعلاً التخيل بأن حتى في الخلاص الأخير سنكون ملازمين لهذه المدينة أيضاً ونستطلع أخبارها. لا عليك، سأخبرك حتى لو لم ترغب بالمعرفة، فأنا أهرب منها إليك كمديناً ليس لديه نية السداد.

السبت، 5 أكتوبر 2013

الترجمة خيانة جميلة للنص


 الجميع يتفق بأن حجم أعمال الترجمة إلى العربية مقارنة مع حجم الانتاج السنوى العالمي يعتبر رقم في أكثر الاوصاف تفاؤلاً هو رقم هامشي، إذ تتفق جميع الدراسات بأن ما يتم ترجمة سنوياً إلى العربية من حجم الانتاج العالمي للكلمة يعتبر رقماً متواضعاً جداً، بل ولا يتعدى ما نسبته 1 إلى 3 في المائة في أحسن أحاوله.

الخميس، 3 أكتوبر 2013

أنا أخطئ إذن أنا موجود



 لا شيء أجمل من مقولة ديكارت الشهيرة "أنا أفكر إذن أنا موجود"، إلا مقولة القديس أوغسطينوس بعده "أنا أخطئ إذن أنا موجود". فلقد أستوعب أوغسطين بأن مسألة الخطأ للكائن البشري يجب أن لا تكون أمراً محرجاً أو شيئاً سيئاً بالضرورة، وإنما هي وسيلة للكائن البشري لتصحيح مساره كلما أكتشفها، وأن ذلك الأمر هو محور الوجود البشري، لأننا كبشر نتعامل ونتعاطى مع الأحداث حولنا عكس المعرفة الإلهية التي تحيط علماً بكل شيء، فنحن في الحقيقة كأفراد وفي طبيعتنا لا نمتلك الحقيقة، ولا يجوز أن ندعي اليقين، بل نسعى للإنجاز عبر التجربة.

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

مشروع ليلى



-       كلاكيت أول مرة (قرررر... ف)
     
 مع نهاية عام 2009 أطلق مشروع ليلى أسطوانته الأولى والتي كانت بعنوان مطابق لأسم الفرقة، تسع أغنيات تعلن التحدي على الواقع والمحيط بنوعية الموسيقى نفسها أولاً، وبمواضيع أتسمت بالغضب والضجر والقرف من كل شيء وقتها، في ذلك الوقت كانت الدنيا تتحرك إلا عالمنا وحده يدور حول نفسه "كأني عارف المكان، وشكلي ملخبط بالزمان"، نفس القضايا القديمة ونفس الصراع المتكرر ونفس النتيجة دائماً، لا شيء يتحسن وإنما الفيلم يعاد تشغيله من البداية كلما أنتهى "صرلنا خمسين سني من حارب، الحرب نفسها، ما مننسى"، وتأتي الصرخة معلنة هذا الملل والقرف بنفس الأغنية التي حملت عنوان (من الطابور) "قرفنا الدين، تعبنا ذل، شتائنا الجوع، شبعنا من الخرى"، لا شيء أكثر صراحة من ذلك، غضب وضجر وقرف.

السبت، 28 سبتمبر 2013

قصة بوجهين !




 هل جربت مرة أن تقرأ قصة فتفهمها، وحين تعيد قراءتها تفهمها بشكل أخر، وكل ما تعيد قراءتها تتنقل بين الفهم الأول والثاني ولا تجد أبداً أي الحكايتين هي الأصح. أو هل جربت مرة أن تشك بحقيقة، وتعود لتراجعها وتشك بالشك الأول، وتركز أيضاً فتعود إلى أن الشك الأول في محله، وهكذا إلى ما لا نهاية؟.

الاثنين، 23 سبتمبر 2013

Emmys 65th



 أقيم أمس الأحد 22 سبتمبر 2013، حفل الدورة الـ 65 لتوزيع جوائز الإيمي "Emmy" والتي تعتبر الوجه المقابل لحفل توزيع جوائز الأوسكار العالمي والمعروف، وإن كان حفل الأوسكار مخصص للأعمال السينمائية، فإن حفل الإيمي هو المهرجان الأضخم للأعمال التلفزيونية والمسلسلات في العالم، إذ تنظم هذا الحفل الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية وهي منظمة تتألف من وسائل إعلام وشخصيات رائدة في هذا المجال وتنتمي لأكثر من 50 بلداً وأكثر من 500 شركة من جميع قطاعات التلفزيونية حول العالم.

الأحد، 22 سبتمبر 2013

وجدة




 شاءت الأقدار بأن يكون الفيلم السعودي الطويل الأول الذي يصور كاملاً داخل السعودية هو من تأليف وإنتاج امرأة، وهي المتألقة هيفاء المنصور. وطبيعي جداً أن أول ما تتطرق له المرأة في مجتمع محافظ مثل المجتمع السعودي هي قضايا المرأة نفسها، وهذا بالفعل ما حدث في الفيلم "وجدة ~ Wadjda"، حيث كان هو القضية الأكبر داخل هذا الانتاج السينمائي، وهو بالفعل الصوت الأعلى.

Remember 2





الخميس، 19 سبتمبر 2013

إعترافات (2)




عزيزي ظاهر ،

 أعلم جيداً بأنني وعدتك بالكتابة لك كثيراً، ولكن كعادتنا في هذا المجتمع -كما تعلم- أكثر ما نطلقه الوعود، وأقل من أن نوفي بها أو نتذكرها أساساً، ولا أعلم حقاً هل الذين مثلك يعذرون بعد كل ما فعلنا بهم، أظنكم تفعلون دائماً، وهذا قد يكون أحد أسباب تمادينا معكم، لا يهم.

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

عروس الأسئلة


 السؤال الجيد دائماً ما يزحزح الأفكار الجامدة ويهز القناعات السائدة، والإنسان دائماً ما يحتاج لسؤال من هذا النوع في مرحلة معينة من حياته ليكتشف نفسه ويحدد شخصيته، يحتاج لسؤال جيد لزحزحة كل تلك الأفكار الجامدة التي تكاد تخنقه ومن أجل أن ينقذه هذا السؤال من الغرق مع القناعات السائدة، وهذا بالضبط ما تحثنا إليه روايتنا هذه.

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

دعوة نيكوس كازانتزاكيس للرقص والجنون



غالباً ما يكون خلف أي عمل فني شيئاً أراد صاحب هذا العمل أن يقوله، رسالة حاول بطريقته أن يوصلها، لا يهم أبداً طريقة إيصال ذلك الكلام أو ذاك الشعور، الأهم دائماً هي أن تصل، الهاجس الأكبر لدينا جميعاً هو كيف لنا أن نعبر كي يصل ذلك؟.

 وبعد الاتفاق على بديهية هذه الفكرة الأساسية "خلف كل عمل رسالة"، فإن السؤال المنطقي الأول بعد تعرفك على أي عمل فني هو: ماذا يريد صاحب الفكرة أن يقول؟، ما هي الرسالة؟، كيف يريدني أن أشعر؟ وإلى أين يريد أن أذهب؟.

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

"للفن قدرة على تخفيف آلام الحياة"



منذ الأسبوعين وأنا فعلاً مأخوذ بكل تفاصيل رواية الأفغاني خالد الحسيني "عداء الطائرة الورقية"، وصحيح بأن لها من الزمن ما لها، ولكن حالها كحال الروايات الخالدة في الأدب العالمي، ولا أبالغ فعلاً في هذا. فهي بمرتبة زوربا لليوناني نيكوس كازانتزاكيس، و1948 للانجليزي جورج أوريل، وغيرها من الأعمال التي تبقى في طليعة الأدب العالمي، صالحة لكل وقت، وممتلئة بالدهشة والقيمة الانسانية المضافة لكل من حضنها يوماً.

الأحد، 8 سبتمبر 2013

الأموات الأحياء





ميت هو ذاك الذي يصبح عبداً لعاداته، مكرراً نفسه كل يوم، ذاك الذي لا يغيّر ماركة ملابسه ولا طريق ذهابه إلى العمل ولا لون نظراته عن المغيب.
ميت هو ذاك الذي يفضل الأسود والأبيض والنقاط على الحروف بدلاً من سرب غامض من الانفعالات الجارفة، تلك التي تجعل العينين تبرقان، وتحوّل التثاؤب ابتسامة، وتعلم القلب الخفقان أمام جنون المشاعر.

السبت، 7 سبتمبر 2013

الأسطورة: الأطلال



 أنه الخميس الأول من أكتوبر 1966، الصالة بلا كرسي فارغ، حتى كرسي القصبجي لم يكن هناك، سومه على كرسيها أيضاً، تبدأ الموسيقى بالعزف، الأجواء في كل مكان خانقة، حرارة الترقب توازي حرارة الطقس، لا أحد في هذا المكان يجلس بارتياح.

الخميس، 5 سبتمبر 2013

مفترق طرق



أمير آغا كان فعلاً يحتاج إلى حدث كبير مثل تركه لسان فرانسيسكو والعودة عبر خطر أفغانستان لإنقاذ أبن أخيه حسان كي يثبت بأنه فعلاً ما زال شخصاً جيداً، أو بالإمكان له أن يكون هذا الشخص الجيد. حدث يختاره لا أن يجبر عليه. في المقابل، فنحن بحاجة لقدر كبير من التفهم كي نتصالح مع خيارات أمير آغا مثلاً، ليس لأننا أفضل، ولكن لأننا نقارن خيارات من حولنا في الغالب مع النموذج المفترض/الحلم، نترك خياراتنا الشخصية الحقيقية جانباً، وننصب أنفسنا قضاة المدينة الفاضلة لنحكم فقط على الآخرين.

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

فوبيا: المعرفة والإختيار




-         الاختيار حرية:
 طبيعي جداً أن يرتبط مفهوم الاختيار بالحرية الشخصية والاستقلالية الذاتية للفرد، الاختيار في ماذا أريد لنفسي ولمحيطي، في ماذا أريد أن أبدو عليه كي أعبر عن نفسي وشخصيتي، في ماذا أريد لمستقبلي وكيف سأكون.

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

عائشة تأخذك لترى العالم بشكل أوضح





أنا عائشة، سأموت بعد سبعة أيام، وحتى ذلك الحين قررت أن أكتب.

هكذا هي صدمة البداية في رواية بثينة العيسى (عائشة تنزل إلى العالم السفلي)، حيث تطل بطلة الرواية (عائشة) قبل الذكرى الرابعة لوفاة صغيرها (عزيز)، وهي تنوي أن تكتب حزنها عبر رسم مرارة الفقد على شكل حروف. عائشة أرادت كتابة تشبهها، تستطيع أن تصور مدى عمق جرحها على وفاة صغيرها.

السبت، 6 أبريل 2013

الاثنين، 1 أبريل 2013

إعترافات (1)





عزيزي ظاهر ،

 أكتب لك بهذه اللحظات بعد دقائق فقط من خروج روحك ناحية باريها، أعلم بأن روحك هذه هي كل ما كنت تملك حتى حينما خانك عقلك، وأعلم أكثر بأن عقولنا هي كل ما تبقى لنا جميعاً بعدما خنا أرواحنا.


الأحد، 24 مارس 2013

هل نحن بحاجة إلى الشعر ؟






 كتبت سابقاً مقالاً بعنوان "ما هو مستقبل الشعر؟"، وكنت أحاول حينها أن أواجهه النظرة التشاؤمية لمستقبل الشعر من بعد حالة التراجع التي تعاني منها القصيدة في الفترة الأخيرة. فولد هذا السؤال بداخلي مجموعة أخرى من الأسئلة، فكلما حاولنا الحديث عن "مستقبل" أي شيء، فإننا سنجد أنفسنا نتزاحم مع: المجهول والغامض والخفي والبعيد، وأشياء كثيرة تشابهها. فكل ما يخبأه القدر في المستقبل يشعرنا بالقلق والخشية، لأنه مجهول الملامح.

الجمعة، 18 يناير 2013

محاولة تأويل (1)



  نهار باريسي دافئ، الشبابيك مشرعة لاحتضان أشعة الشمس، قاعة مكتظة بمجموعة من الرجال، هيئتهم التي تدل على تفاوت كبير بين الأعمار تؤكد بأنهم ليسو فقط طلبة، ولكن قد يكون بينهم بعضهم، لباس الجالسين في المقدمة يوحي بأنهم أطباء، الممرضتين على اليمين والسرير الطبي يؤكدان بأنها مستشفى أو مركز طبي.