الصفحة الرئيسية

الجمعة، 18 يناير 2013

محاولة تأويل (1)



  نهار باريسي دافئ، الشبابيك مشرعة لاحتضان أشعة الشمس، قاعة مكتظة بمجموعة من الرجال، هيئتهم التي تدل على تفاوت كبير بين الأعمار تؤكد بأنهم ليسو فقط طلبة، ولكن قد يكون بينهم بعضهم، لباس الجالسين في المقدمة يوحي بأنهم أطباء، الممرضتين على اليمين والسرير الطبي يؤكدان بأنها مستشفى أو مركز طبي.

 فقط ثلاثة من الجالسين يسجلون الملاحظات قد يكون أولئك طالبين العلم، والبقية بين أطباء وشيء أخر، قد يكونوا رجال دين!، نعم أنهم رجال دين، هيئتهم ولباسهم المحتشم حتى الرقبة يدلان على ذلك، ولا ننسى الذقن الطويل.
 السؤال: لماذا مجتمعين؟ وما بها الفتاة؟. اللوحة التي بالخلف بها فتاة مقوسة الظهر نحو الأعلى، وضعيتها لا تدل على سقوط من مكان، ولكن ارتفاع مفتعل منها نحو الأعلى، تلك الفتاة التي باللوحة لباسها الأبيض الخفيف والسرير الأبيض يدلنا بأنها في مستشفى، أكثر من تلك الحقيقية التي بين يدين الرجل الواقف في الوسط، هذه للتو وصلت، نعم هي كذلك خصوصاً وإن الأطباء الجالسين لم يجدوا وقتاً لتبديل ملابس العمل، الجميع واضح قد حضر مسرعاً.
 هيئة الممرضة العجوز تدل على ذعر أو قلق، يبدو بأن الأعراض التي أتت بها الفتاة المريضة مقلقة حقاً أو تثير الذعر، ولكن مهلاً ألا تلاحظون قبضة الفتاة فاقدة الوعي، لماذا كل هذا الانكماش والتشنج، قبضتها غير متناسقة مع جسدها الذابل، أو هي بالفعل قد فقدت الوعي بعد مرحلة من تشنج قوية، هذا ما يفسر قلق وذعر الممرضة العجوز.
 لنعود حيث اللوحة، هنا نستطيع تفسير وضعية الفتاة التي بها، متطابقة مع حالة التشنج التي أتت بها المريضة الجديدة، وكل ذلك التفكير من جميع الحاضرين، أطباء ورجال دين يدل على أعراض غير طبيعية، أو لم تصنف طبياً، ولكن لماذا رجال دين بالتحديد!، هل هناك شبهه للتعامل مع عالم ما وراء الجسد والأرواح!.
  أظن شخصياً بعد كل تلك المعطيات، بأنه مرض "الصرع" قبل أن يصنف طبياً، وما يقوم به الواقف في الوسط هو شرح لحالة الفتاة، ومحاولة تفسير كل تلك الأعراض التي تصاحب المرض.



* لوحة من عام 1887 لـ الفرنسي آندريه أريستيد بيير (1857-1917)، عبر المغرد الجميل عمر دافنشي @KIMFOR123.
* هي محاولة لقراءة اللوحة، وفهم قصتها ,, قد أكون مخطئ في كل شيء، ولكنها تجربة قراءة ليست أكثر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق