الصفحة الرئيسية

الأحد، 24 مارس 2013

هل نحن بحاجة إلى الشعر ؟






 كتبت سابقاً مقالاً بعنوان "ما هو مستقبل الشعر؟"، وكنت أحاول حينها أن أواجهه النظرة التشاؤمية لمستقبل الشعر من بعد حالة التراجع التي تعاني منها القصيدة في الفترة الأخيرة. فولد هذا السؤال بداخلي مجموعة أخرى من الأسئلة، فكلما حاولنا الحديث عن "مستقبل" أي شيء، فإننا سنجد أنفسنا نتزاحم مع: المجهول والغامض والخفي والبعيد، وأشياء كثيرة تشابهها. فكل ما يخبأه القدر في المستقبل يشعرنا بالقلق والخشية، لأنه مجهول الملامح.

 ولو أردنا أن نسأل حقيقةً عن مستقبل الشعر، فإننا أولاً يجب أن نفهم ضرورة هذا الشعر لنا ومدى حاجتنا له؟. وهنا يتولد سؤال أخر: ما حاجتنا أساساً بكلام "مزيف" من أجل معنى جميل !!، ألا يكفي زيف هذا العالم لنربط مستقبلنا بزيف المعاني وهو الشعر؟.
  وفي الحقيقة، فإن حاجتنا لزيف المعاني في الشعر، التي توفر لنا معاني نفتقدها في حياتنا اليومية، مثل: الجمال والحب والسلم والبراءة. في الوقت نفسه الذي نحاول جاهدين البحث عن أنفسنا من خلال هذا العالم المزيف، والذي يخنقنا بالقبح والحروب والجشع والاستغلال وغيرها. تجبرنا أن نقول: بأنه كلما ازداد قبح العالم، كلما ازدادت حاجتنا للشعر، وأصبح حضوره في حياتنا ضرورة وليس لمجرد التسلية.
 وأستذكر هنا قول الشاعر الإنجليزي وليام ستون: "الشعراء الحقيقيون، لا يعرفون كيف يروجون لأنفسهم، لأنهم شعراء فقط", فلا يجب أن تخدعنا زيف صور الأغلفة، وما يتم التلميع له من هنا وهناك، وإنما لنبحث قليلاً عن الشعراء الحقيقيين، فهم وحدهم لم يتمكن زيف هذا العالم منهم، وما زالوا يوفرون لنا الجمال عبر كلماتهم، لعلنا نستطيع الاستمرار بصحبة هكذا رفقه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق