الصفحة الرئيسية

الثلاثاء، 15 مارس 2011

فوبيا: الدراسات


تقول المناضلة أحلام مستغانمي, في روايتها: ذاكرة الجسد:
 
تنسحب لتعود بعد لحظات,،
بصينية قهوة نحاسيه كبيرة عليها إبريق، وفناجين, وسكريه, ومرشّ لماء الزهر, وصحن للحلويات !
في مدن أخرى تقدم القهوة جاهزة في فنجان, وضعت جواره مسبقاً معلقه وقطعة سكر .
ولكن قسنطينة مدينه تكره الإيجاز في كل شيء .
إنها تفرد ما عندها دائما. تماما كما تلبس كل ما تملك. وتقول كل ما تعر
ف.
ولهذا كان حتى الحزن وليمه في هذه المدينة .
أجمع الأوراق المبعثرة أمامي , لأترك مكاناً لفنجان القهوة وكأنني أفسح مكانا لك !!
.


وبما أن القهوة هي القاسم المشترك الوحيد بيني وبين ما ذهبت إليه أحلام في مقطعها السابق، فلا علاقة لي أبداً بأي ملعقة وسكرها، ولم أزور يوماً قسنطينة المذكورة، ولا أشعر بالحزن أبداً، وحتى إنني لا أجمع أوراقي المبعثرة أبداً.
وأيضاً لما للقهوة من دور حساس وحيوي في حياتنا اليومية، وفي موروثنا الأدبي والتاريخي أيضاً:
فعندما قال راكان بن حثلين ,, أبياته المشهورة:
يا مـا حلا الفنجـال مـع سيحة البـال
فــي مـجلسن ما فيــه نفسٍ ثقيـله
هـذا ولــد عـم وهـــذا ولـد خال
وهذا رفيق مـا لـقـيـنـا مـثـيلـه
فهو بكل تأكيد –وأقصد الشاعر راكان- لم ينبه إلى أن الفنجان (فنجال: في روايات أخرى) إن كان به قهوة أم لا، ولكن من باب طرد البلاهة وانتساب للفطنة ومعشر الأذكياء فإنني استنتج بديهياً بأن فنجال راكان بن حثلين كان به قهوة، وأنا أجزم بذلك.
ووفقاً لدارسة مهمة وحديثة أثبتت بأن مدمني القهوة معرضين للهلوسة بعد الفنجان السابع، وبهذا أستنبط عذراً لأجدادنا السابقين، فقد كانوا رحمهم الله أقطاعيين بدرجة مجرمين حرب، ولم يتركوا شاردة ولا واردة وإلا واستولوا عليها، وحتى المسافرين الضعفاء في قفار الجزيرة العربية لم يسلموا من هلوسة أجدادي، والسبب كله يعود إلى القهوة قبحها الله. فلولها لكان جدي الأكبر أحد مؤسسي وكالة ناسا للفضاء لأنه تزوج بامرأة تدعى نجمة، وطال النجوم قبل أن تفكر وكالة ناسا بالوصول إلى القمر، وحتى قبل أن تكون هناك وكالة بالأساس.
وفي دراسة أخرى فقد أثبتت بأن شرب النساء لثلاث فناجين من القهوة يحمي ذاكرتهن!!، ولا أعلم ما سر تلك القهوة التي تهلوس بعقول بني جنسي بعد سابعها، وتحمي عقول بنات حواء بثلاثة منها فقط. ولكن يبدوا بأن مقياس الفنجان قد كان محل اختلاف دولياً، وهذا ليس موضوعنا هنا.
ولكنني أركز على علاقة الدراسات بالقهوة، فبعضها يشيد بها وجعل لها فوائد تفوق حتى العسل الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه، ولا أعلم لما لا يكون في الجنة نهراً خامساً من قهوة يجاور أنهار العسل والخمر واللبن والماء!؟، فبعض الدراسات ربطتها بعلاج لأمراض السكر وأخرى لالتهاب الكبد والمفاصل وغيرها مما أتت به كل تلك الدراسات، وأخرى فأخذت تولول منه وتحذر، وكأننا إن عاقرنا القهوة سيكون مصيرنا الهلاك بلا أدنى شك!، أيهم نصدق الآن؟.
وهنا فأنني أدعوا أحد المختصين بأن يقوم بالبحث في مصدر تلك الدراسات التي امتدحت القهوة أكثر مما أمتدح المتنبي سيف الدولة الحمداني، وأن يوضح لنا علاقة تلك المعاهد والجامعات التي تصدر مثل هذه الدراسات وبصفة يومية، مع مصانع القهوة حول العالم!؟.
هامش: الدراسات هي شيء يتم الإعلان عنه، عندما يكون هناك رغبة في تمرير كذبة ما !!.
وحتى وقت ظهور إدانة القهوة، وتبرئة أجدادي بحكم إنهم كانوا مدمنين قهوة، وتحت تأثير الهلوسة اللعينة، سوف نستمر جميعاً –أنا وأنتم- بتناولها وبشغف كونها أحد المهام الصباحية الضرورية، وبها القليل من البرستيج الاجتماعي، تخيلوا فقط لو قال أحدهم بأنه يتناول الشاي صباحاً أو العصير والعياذ بالله، بالتأكيد هو رجعي في الأولى ومبتذل في الثانية، فلا جدال حول وقار القهوة وهيبتها.
ومن هذا المنطلق، وكوني أحد المتابعين للطباخة الكويتية "هنوف البلهان" في برنامج صباح الوطن، ومتأثر جداً حيال ما تأتي به كل صباح ونحن نتحسس بطوننا جوعاً قبل موعد الغداء بساعات، فسوف أطرح اليوم طريقة تحضير القهوة التركية وليس العربية، كون الأتراك قد دعموا مؤخراً دولنا في مجلس التعاون الخليجي وحذروا إيران من العبث في وحدة خليجنا، وحباً في الآنسة لميس، ومن باب اكتمال البرستيج أيضاً.
وطبعاً على غير ما يظن الكثيرين بأن القهوة نفسها هي أهم مكونات هذه الطبخة، ولا حتى السكر أو سواهما، فبكل تأكيد يأتي الماء في المرتبة الأولى من الأهمية، فقط لنتخيل كيف نريد عمل قهوة من غير ماء!! أي سذاجة هي تلك؟.
وبهذه المناسبة فقد أثبتت بعض الدراسات بأن دولنا الخليجية لن تعاني من نقص الماء أبداً، فلا عجب في ذلك كوننا نطل على بحرين ومحيط وجميعها متخمة بالمياه وإن كان بعضها قد تعرض للتلوث بفعل فاعل ولكننا سنكون أكثر طمأنينة على العنصر الأهم في تحضير القهوة، وإنه متوفر وبكثرة.
نعود إلى طريقة تحضير قهوتنا، ونبدأ في المقادير:
ماء (ويجب أن يكون مفلتر ولا يأتي أحداً بماء البحر بحكم استشهادي الأخير!؟؟)
القهوة ذاتها (بالرغم من إنني ذكرت بأنها ليست العنصر الأساسي في عملية تحضير القهوة، ولكن الدراسات أثبتت بأنه لا يمكن عمل القهوة من غير قهوة).
سكر (وأؤكد على أهمية هذا العنصر ولو إن البعض قد تخلى عنه لأسباب وجاهة اجتماعية أو التزاماً في الرجيم).
ليس هناك مكونات أخرى. (وتنبيهاً للبعض فلا يمكن وضع الهيل أو الزعفران أو الحبق أو النعناع أو المرمية أو غيرها في القهوة التركية، ومجرد التفكير في الزج بأحد تلك العناصر فسوف نتحصل على وضع مشابه لما يحدث في البحرين حالياً).
طريقة التحضير:
توضع الكمية المناسبة من الماء والسكر والقهوة ذاتها ويتم تحريكها جميعاً حتى يذوب السكر في الماء ويتلون بلون القهوة ويترك على النار حتى يغلي (ويشترط هنا وضع جميع ما سبق في وعاء مقعر أو كنكة طبعاً).
وسلامتكم.

ملاحظة: أخلي مسؤوليتي الشخصية من أي أضرار مباشرة أو جانبية جراء تناول القهوة، حيث إنني لم أرجح أي كذبة على الأخرى بشأن خطورة أو صحة القهوة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق