الصفحة الرئيسية

الخميس، 17 مارس 2011

فوبيا: تصدير الأحكام ~ الآمان



نقطة الصفر:
أعلم جيداً بأن البشر في هذه الكرة المستديرة مختلفون، بأشكالهم وألوانهم وبثقافاتهم ولغاتهم وحتى في أحلامهم. وأعلم أكثر بأن من يستحق بأن يتصف بالأنسان هم قلة نادرة، ولكنهم لم ينتهون.

قبل البدء:
البشر رغم اختلافاتهم الشاسعة، ولكنهم يستنشقون نفس الأوكسجين، ويقطرون نفس لون الدم الأحمر، ويتشاركون بنفس السذاجة في أغلب الأحيان.

الاستعداد لـ البدء:
الثورات الإنسانية في شتى بقاع المستديرة الحمقاء متشابه، تتراكم الأهوال خانعة وساكتة، وتثور لأتفه الأمور في النهاية، كما هي البراكين تحمل بقلبها الحمم ولكنها لا تثور إلى من سقوط صخرةً صغيرة تعكر صفو الأحزان.
ونحن في كل مكان، وفي شتى بقاع المستديرة ذاتها، نمارس نفس الطقوس مع كل ثورة:
- نفرح لهم.
- نشد من أزرهم.
- نحتفل معهم.
- نعود إلى أعمالنا في الصباح، وقد نسينا كل شيء!؟.

هامش ,, قبل البداية:
الثورات جميلة (على تعبير كل من هو بعيد عن نيرانها)، وأنا شخصياً ليس لدي أي مشاكل مع الأمور جميلة، وأراها كذلك لأنني بكل تأكيد لم أكتوي من حرارتها.

الخطوة الأولى:
أجتمع يومياً على مائدة الغداء مع مخلوقين ارتبطا بي بطريقة ما، لا أعلم كيف، ولكنهما منذ أمد في حياتي، (متعب وشيوخ) هي أسماءهم.
وبعيداً عن أصناف مائدة الغداء وهذين المخلوقين فلا بد دائماً من تواجد عنصر ثالث حتى يكتمل الروتين، شاشة أمامنا تنقل لنا أحداث مأساة في مكانٍ ما: زلزال مدمر أو عاصفة هوجاء، فيضان أغرق أو ثورة مصطحبة لدمائها. حينها فقط، نستطيع إكمال المشهد:
- المذيع (تصاحبه ابتسامة ساذجة دائماً) يخبرنا عن عدد الضحايا في تلك المأساة.
- أنا: الحمد الله على نعمة الأمن والأمان.
- متعب: اشفيهم؟ ليش ماتوا؟
- شيوخ: لأنهم يهود !! (كل أمرٍ سيء عندها مصاحب لليهود).
- أنا: لا، هم فقط في الوقت الخطأ كانوا في المكان الخطأ، الدنيا حظوظ.
- المراسل (دائماً ما يكون في قلب الحدث: نشيط)، يلاحق جثة أحدهم ومن حوله يحاول جرها نحو بقعة أفضل.
- نحن: مستمرين في الغداء.
ملاحظة: أعترف بأننا نحتاج مثل تلك الكوارث، أياً كان نوعها، كي نشعر بالأمان.

الخطوة الأولى (كلاكيت ثاني مرة):
يجتمعون يومياً على مائدة الغداء مع مخلوقات ارتبطوا بهم بطريقة ما، لا يعلمون كيف، ولكنهم منذ أمد في حياتهم.
وبعيداً عن أصناف مائدة الغداء وتلك المخلوقات، فلا بد دائماً من تواجد عنصر ثالث حتى يكتمل الروتين، شاشة أمامهم تنقل لهم أحداث مأساة في مكانٍ ما: زلزال مدمر أو عاصفة هوجاء، فيضان أغرق أو ثورة مصطحبة لدمائها. حينها فقط، نستطيع إكمال المشهد:
- المذيع (تصاحبه ابتسامة ساذجة دائماً) يخبرهم عن عدد الضحايا في تلك المأساة.
- الأول: الحمد الله على نعمة الأمن والأمان.
- الثاني: اشفيهم؟ ليش ماتوا؟
- الثالث: لأنهم يهود !! (ما هذا الإحباط، نفس السذاجة).
- الأول: لا، هم فقط في الوقت الخطأ كانوا في المكان الخطأ، الدنيا حظوظ.
- المراسل (دائماً ما يكون في قلب الحدث: نشيط)، يلاحق جثة أحدهم ومن حوله يحاول جرها نحو بقعة أفضل.
- هم: مستمرين في الغداء.

الاختلاف: أخطاء القدر كانت بلهاء هذه المرة، فقد كان أبطال الكارثة هذه المرة هم: أنا ومتعب وشيوخ !؟
ملاحظة: يعترفون بأنهم يحتاجون مثل تلك الكوارث، أياً كان نوعها، كي يشعرون بالأمان.

الخطوة الأولى (كلاكيت ثالث مرة):
التكرار الغبي = سذاجة.

مخرج (قبل اكتمال الخطوات):

عندما يكون الخطر حالة عامة، يصبح من الوقاحة والترف أن تتحدث بشكل شخصي!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق