الصفحة الرئيسية

الخميس، 8 سبتمبر 2011

فوبيا: المقدمات




-      تحذير قبل البداية:
الموضوع طويل قليلاً، وممل كثيراً ،،
فمن لديه خطط أو مشاريع فلينجزها أولاً، ثم يعود لقضاء بعضاً من وقت فراغه هنا.
من يشعر بأن وقته ثمين، فليبادر بإغلاق هذه الصفحة سريعاً، ويمنح نفسه بعضاً من الرضا لأنه لم يضيع وقته كما تعهد مع ذاته ،،
أي شخص يرى بأن هناك بعض الكتابات فارغه، فليستحضر هذا الاعتقاد الآن وينصت لصوت عقله قليلاً وهو يردد: ماذا تفعل أنت هنا؟ ولماذا تلاحق تلك الحروف الفارغة !!
هذا الموضوع مخصص لـ المتفرغين / العاطلين / المتمللين ،، إلخ


-       الخلاصة:
المقدمات مثل التي في الأعلى، في الغالب ما تكون بنفس درجة السذاجة والفراغ، وتمنح الكمية ذاتها من الملل.
وهذا لأنها مفيدة حقاً، فهي مملة، وكذلك جميع الأشياء المفيدة في حياتنا تبدو مملة جداً، وتشعرنا بالضجر !!.

-      ملحق:
في عالم الكوارث الطبيعية، فإن كل كارثة مرت على تاريخ البشرية منذ نشأته وحتى يومنا هذا، كانت لها مقدمات واضحة جداً:
·       هجرة الطيور المفاجأة من موقع الكارثة.
·       التغير الملاحظ في سلوك بعض الحيوانات وهلعها.
·       تغيير في الشكل الطبيعي للأمور الاعتيادية.
والكثير من المقدمات التي تنبأ بحدوث خطباً ما، ومع هذا: فإننا نشعر بالصدمة ونفاجئ!!.
باختصار: نحن جميعاً لا نجيد قراءة المقدمات، وحتى وإن استطعنا قراءتها فلن نصدقها أبداً لأننا لا نريد في الحقيقة تصديقها.

وكذلك الأمر في شتى مجالات حياتنا، فمثلاً لو زرت داراً للرعاية، وقابلت أحد المسنين وسألته: ما الذي أتى بك إلى هنا؟، فإن إجابة السواد الأعظم ستكون مكرره: ابني من فعل بي هذا !؟.
فهو بكل تأكيد أن الابن العاق لا يصبح عاقاً ويرمي والده هكذا في دار الرعاية فجأة، فلا بد من مقدمات لم يحسن ذاك المسن قراءتها، أو لم يكن يريد تصديقها على الغالب:
·       بالتأكيد أن الابن قد رفع صوته على والده سابقاً.
·       قد سرق في بعض المرات مبلغاً من المال من جيب والده وتغاضى الوالد عن هذا الفعل.
·       لم يكن الابن يرافق والده إلى صلاة الجماعة في المسجد، وحتى لو حاول أبيه إجباره في بعض المرات، ولكن كان محترفاً بتوفير الأعذار.
المقدمات دائماً ما تكون متوفرة، وتقرع جرس الإنذار لحدوث أمراً ما، ولكننا بطبيعتنا الإنسانية نصدق فقط ما نريد، وكذلك: نشعر بالصدمة ونتلذذ بها في أحيانٍ أخرى.

-      الختام:
واثقاً أنا بأنك الآن تحاول قراءة بعض المقدمات في حياتك، أو في الإطار العام لأحداث قد فاجأتك. وواثقاً أكثر بأنك ستجد لها جميعها مقدمات مقنعة، وستردد: لماذا لم نفهم الحقيقة بالفعل؟ ولماذا صدقنا فقط ما نريد. حتى تصل في النهاية للسؤال الأهم: كيف لنا أن نقرأ المقدمات بشكلها الصحيح حتى لا نصل إلى مرحلة الصدمة؟.
وهنا: فأنا أؤكد لك بكل صدق، بأنك لن تستطيع أبداً، ولن أستطيع أنا مطلقاً، والسبب واحد: لـ أننا لا نريد أن نصدق، ونحن جنس يعشق الصدمات، ويتلذذ بالمفاجآت.


هناك تعليقان (2):

  1. قد نكون كذلك حقا ...فالحقيقة دائما مرة
    هل ستصدق إنني أصدق المقدمات ...العذاب الأكبر هو ماذا لو كنت لم افهم تلك المقدمات جيدا
    سؤال يؤرق ماضيك فقط في ثنايا حاضر مستقبلك ....!!!!

    ...
    و المقدمة نوعا ما تشبه الانطباع ...
    كــ انطباعي أن هنا مميز ....دمت مميزا .

    ردحذف
  2. الفكرة الأجمل ليست بـ تصديق المقدمات ~ الأهم من يجيد أو يتقبل قراءتها والتعاطي معها ,,

    شكراً لـ إشادتك

    ردحذف