الصفحة الرئيسية

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

فوبيا: التشاؤم والحب



التشاؤم هو ليس حالة إحباط مشاعر فقط، ولا وجه عابس يركل الصباح كل يوم من على حافة الرصيف.
التشاؤم هو أداة من أدوات تعذيب الذات، حالة راقية لا تعترف بوحشية تجريح الجسد ،،
هو كمين تنصبه النفس للقدر، فتكون النفس مستعدة على الدوام، ومهما فكرت الظروف في أن تكون لئيمة معك، فلن تفاجئك بشيء جديد أبداً !!
التشاؤم أشبه بـ شفاه زرقاء متصلبة كالتي يرسمها وجه الغريق !!.


في المقابل فإن الحب كوكب لا تنمو على سطحه بذرات التشاؤم أبداً، غير صالح للحياة بالنسبة له. الحب طريق وعر لا يقوى جواد التشاؤم على تجاوزه، حتى ولو كان فوقه فارس نبيل. الحب مقصلة لا يسمح لأي رأس بتبني فكرة التشاؤم أبداً، الحب قصيدة إن كتبها قلب بصدق لا يقوى التشاؤم أن يأخذ دور الناقد الغبي لينسفها.

مقدمة:
 من منكم لم يصادف الدراسة البريئة التي أعدها أحدهم في بلاد ما، حينما سأل بعض الأطفال عن الحب؟، إن كنت ممن لم يسمعوا بها، فلا تنسى أن تمر قليلاً عبر محرك البحث Google.


فلسطين تصغر أكثر !!

 يقول الطفل بيلي – 4 سنوات:
عندما يحبك شخص ما، فإنك تشعر بأنه ينطق اسمك بشكل مختلف عن ما ينطقه بقية الناس، انك تشعر بأن اسمك بأمان في فمه

بأي طريقة أصبحنا نسمع اسم "فلسطين"؟، هل هناك صوت مختلف عن بقية الناس؟، ذاك الوطن بات لا يسمع إلا نبرة واحدة منذ زمن طويل وطويل جداً.
على مبدأ الطفل "بيلي": هل ما زال هذا الوطن يشعر ببعض الأمان؟. كيف له هذا ونحنا بدأنا نرفع خريطة المتبقي منه على شكل قطعتين صغيرتين.


"لا تيأس" ولا تسرق !!

 تقول الطفلة لورين – 4 سنوات:
أختي الكبرى تحبني كثيرا، لدرجة إنها تعطيني ملابسها القديمة لأرتديها وتضطر هي لشراء ملابس جديدة.

يبدو بأن هذه الأوطان تتخذ منهج أخت لورين الكبرى في توجهاتها، فكيف لوطن كلما انهزم أكثر، زادت أعياد انتصاراته أكثر!!. وكلما أنكسر أكثر، كلما ارتفعت أعلامه في المحافل الدولية أكثر!!.
حتى قادته يرتدون على ملابسهم العسكرية وزناً ثقيلاً من نياشين الانتصارات، ونحن شعب لم يتعرف على اسم "انتصار" إلا في قصص القدماء؟.
يبدو بأنهم يحبون شعوبهم كثيراً، ولم ييأسوا بتصدير ملامح الفرح لهم بأي طريقة كانت، حتى ولو سرقوا بعضها من داخل صفحات أحد الكتب. هنيئاً لنا بكم.   


سيماهم "ليست" على وجوههم !!

تقول الطفلة داني – 7 سنوات:
 الحب هو عندما تصنع أمي لأبي القهوة, ثم تأخذ منها رشفة لتتأكد بأن مذاقها لذيذ.

خطيب الجمعة في مسجدنا لا زال يكرر ما يدعو له منذ سنوات، بنفس الحماس ونفس المواضيع!، والمصيبة بأنه لا يزال يحذر من نفس الأخطاء!!. هل نحن شعب لا ينتصح!.
في إحدى خطب الجمعة، كان الموضوع يتحدث حول إحدى الخطايا، ويجلس بجانبي صديقي وأنا أعرف بأنه يفعل تلك الخطيئة دائماً!. تحمس الخطيب وتفاعلت معه جداً، لدرجة كدت أن أقف وأصرخ بوجه صديقي وأقول له: ألا تتعظ!!.
 كتمت ما فيني وانتظرت نهاية الصلاة وخرجت مسرعاً أنتظر الفاسق، فإن لم يتوب ويترك خطيئته تركته أنا، كنت أحترق بانتظاره، وخرج مبتسما وهمس لي قبل أن أنطق بشيء: هل تعلم يا صديقي بأن خطيبنا مضحك اليوم!؟، أكمل: هو يفعل ما ينهينا عنه اليوم كل مساء، فإن لم تصدقني سأدعك ترى بعينيك!!.
وقتها تيقنت بأننا جميعاً لا ننتصح، كون من يقوم بالنصيحة لم يرتشف ولو ملعقة من قهوته التي يقدمها لنا كي يتأكد بنفسه قبلنا، كما تفعل أم الطفلة داني.

لافتـه
بجانب مدخل "تيماء" علقت يافطة كتب عليها: (الصبر مفتاح الفرج)

وأسفلها كتب احدهم بقلمه المتقطع: ولكنه لا يفتح !! يبدو بأنه المفتاح الخطأ !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق