الصفحة الرئيسية

الأربعاء، 5 فبراير 2014

ما يجب أن تعرفه قبل توزيع جوائز الأوسكار



 مما لا شك به بأن حفل مهرجان توزيع جوائز الأوسكار، والذي تقيمه أكاديمية الفنون وعلوم الصور المتحركة، يعتبر أرفع جائزة سينمائية في الولايات المتحدة، ويعد كذلك أهم مهرجان سينمائي في العالم اليوم، ليتم من خلاله سنوياً تكريم أفضل وأجمل الأعمال التي يقدمها صناع الأفلام من وجهة نظر أهم نقاد السينما حول العالم، وتعني بالخصوص الأعمال التي تقدم الفن السابع بشكله الجمالي، وتمييزها عن تلك الأعمال التي تهتم في الجانب التجاري أكثر.

 وكما جرت العادة، فإن أنظار العالم تتجه في الثاني من مارس القادم إلى صالة مسرح كوداك في مدينة لوس أنجلوس – كالفورنيا، حيث يقام الحفل عادةً، والجميع ينتظر الممثلة ومقدمة البرامج الأمريكية ألين ديجينيرس، التي تم أختيارها لتقديم مهرجان هذا العام للمرة الثانية، بعد تجربتها الأولى في مهرجان عام 2007، لتعلن عن إنطلاقة حفل توزيع جوائز أوسكار السادس والثمانون، لحصاد شاشات السينما الأمريكية في عام 2013.

 ومما جرت عليه العادة في كل عام، يختلف عشاق السينما حول العالم حول بعض ترشيحات الأكاديمية وكذلك أحقية بعض الفائزين، وتختلف الأسباب في الغالب بين ما هو اعجاب أو نظرة فنية شخصية أو ما تم مشاهدته فقط أحياناً، أو حتى تعصب لموضوع الفيلم أو أحد ممثليه أو غيرها. وهذا وضع طبيعي خصوصاً في السينما والفنون بشكل عام، إذ أن الفن يكتسب قيمته من الآراء على عكس العلوم التي تكتسب قيمتها من المعلومات. وهذا ما يفسر مسألة الأختيار والتقييم التي يقوم عليها مجموعة من النقاد العالميين وتخضع لمعايير عديدة، أحياناً تكون مفهومة للجميع، وأحيان أخرى يجدها الكثيرين بأنها فعلاً غير مفهومة.

 وهنا في آراء، وجدنا بأن هناك مجموعة من المعلومات يجب أن تكون معلومة قبل موعد حفل توزيع الجوائز، وكذلك بعض الأسئلة التي حاولنا الإجابة عليها منطقياً:



-       هل النقاد دائماً على حق؟
 حسابياً، فأن فيلم  12Years a Slave للمخرج ستيف مكوين، سيجد نفسه فائزاً في جائزة أفضل فيلم هذا العام، طالما أنه قد حقق إكتساحاً بالفوز في أغلب جوائز النقاد الأقليمية هذا العام. ولكن هذا ما لا تعودنا عليه الأكاديمية، وخصوصاً وأن هناك سوابق عديدة حينما أجمعت أغلب جوائز النقاد الأقليمية على اسم معين، وتأتي المفاجأة من نقاد الأكاديمية بإعلانها فوز فيلم أخر.

 وهذا يعتبر وارداً جداً هذا العام، خصوصاً وأن هناك مجموعة من الأفلام التي لا يستهان بها ضمن قائمة الأفلام التسعة المرشحة لهذه الجائزة، ويأتي بمقدمتها فيلم المخرج ألفونسو كوارون Gravity، وكذلك فيلم المخرج ديفيد أوراسل American Hustle، وهما الفيلمان اللذان قادا الترشيحات هذا العام بواقع 10 ترشيحات لكل فيلم، بينما حصل فيلم  12Years a Slave على 9 ترشيحات فقط.

 هناك أيضاً ضمن القائمة أسماء أخرى تمتلك كل المقومات لتحقيق المفاجأة في هذا الفرع، وهم: فيلم المخرج المفضل لنقاد الأكاديمية مارتن سكورسيزي The Wolf of Wall Street، وكذلك فيلم Dallas Buyers Club، وبدرجة أقل كلاً من: Her و Captain Philips.

  -       هل يبطل أوراسل سحر سكورسيزي؟
 من المتفق عليه في هوليود بأن للمخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي سحراً خاصاً لدى نقاد الأكاديمية، وهو المرشح هذا العام للمرة الـ 12 في تاريخه عن فيلمه الجديد The Wolf of Wall Street، ولكن ما يقدمه المخرج الأمريكي الأخر ديفيد أوراسل يعتبر على جميع المقاييس شيئاً مذهلاً، فهو لم يكتفي بترشيحه الخامس للأوسكار هذا العام خلال أربعة سنوات فقط، وانما يأتي بانجاز أخر أكثر أهمية.

 فمنذ الفيلم الشهير Reds عام 1981، لم يستطع أي فيلم أخر ولمدة 21 عاماً على تحقيق إنجاز الترشح للفئات التمثيلية الأربعة، أفضل ممثل رئيسي ومساعد في كل القسمين الرجالي والنسائي. ولكن المخرج ديفيد أوراسل يدخل مهرجان هذا العام وهو يحقق هذا الإنجاز للسنة الثانية على التوالي، حيث قاد في العام الماضي أبطال فيلمه Silver Linings Playbook للترشح في كافة الفئات التمثيلية، وهم: روبرت دي نيرو، برادلي كوبر، جاكي ويفر، جينفر لورانس. وها هو اليوم يكرر ذات الإنجاز مع أبطال فيلمه الجديد American Hustle وهم: كريستيان بيل، برادلي كوبر، إيمي آدمز، وجينفر لورانس أيضاً.

 بالرغم من هذه المنافسة الشكلية بين الأمريكيين أوراسل وسكورسيزي حول لقب المخرج المفضل لنقاد الأكاديمية والذي يطلقه الصحافيين، إلا أن المنافسة الحقيقية لجائزة أفضل مخرج هذا العام ستكون أقرب لأسمين أخرين، أولهما وأقربهما للجائزة هو المكسيكي ألفونسو كوارون مخرج فيلم Gravity، الذي قدم للسينما زوايا جديدة للتصوير، وأستخدم تقنيات حصلت على الكثير من الثناء وخصوصاً من المخرج المخضرم جيمس كاميرون الذي قال: "هذا أفضل فيلم تمت صناعته عن الفضاء". وأما منافسه المباشر هو الأنجليزي ستيف مكوين مخرج فيلم  12Years a Slave.


    -       السباق الأشرس
 لا يختلف اثنان على أن السباق هذا العام للحصول على جائزة أفضل ممثل دور رئيسي يعتبر من الأشرس في السنوات الأخيرة، ولا عليك إلا أن تتخيل بأن اسماء مثل: العملاق توم هانكس من فيلم Captain Philips، والأسطورة روبرت ريدفورد الذي حمل فيلم All is Lost لوحده، وكذلك المبدع خواكين فينكس الذي قدم أداء نال على استحسان الكثير من النقاد في المراجعات، قد تم أقصاءهم من قائمة الترشيحات النهائية لجائزة هذا العام.

 المفاجأة تمثلت في بطل فيلم American Hustle كريستيان بيل، والذي يعتبر القادم من بعيد، إذ ان أغلب التوقعات والترشيحات الأخيرة كانت تردد اسمه على استحياء في ظل تواجد كل هذه الكوكبة من الأدوار الرائعة هذا العام، وفي الغالب فإن الترشيحات قد تبدو هي أبعد نقطه يصل إليها كريستيان بيل هذا العام وبرفقة المخضرم بروس ديرن من فيلم Nebraska.

 التنافس الأكبر سيكون بين الثلاثي: تشيتويل ايجوفور بطل فيلم  12Years a Slave، والذي يستند على كمية الثناء التي تلقاها من أغلب النقاد السينمائين حول العالم، وهو كذلك الترشيح الأول في مسيرته الفنية لجائزة الأوسكار، وكذلك هناك ليوناردو ديكابريو بطل فيلم The wolf of Wall Street، الذي يسعى جدياً لنيل الأوسكار الأول له من بعد عدة ترشيحات سابقة لم تسعفه للفوز، وهو أيضاً قد تحصل على جائزة الغولدين غلوب لأفضل دور رئيسي كوميدي هذا العام، وأخيراً هناك الرائع ماثيو ماكونهي الذي قدم أحد أجمل أدواره في فيلم Dallas Buyers Club, وهو الدور نفسه الذي أوصله للفوز بجائزة الغولدين غلوب مؤخراً عن فئة أفضل ممثل دور رئيسي دراما، وكذلك حصوله على الترشيح الأول في مسيرته لجائزة الأوسكار.


    -       ميريل ستريب، مجدداً !
 بالرغم أن ترشيح الأسطورة الحية ميريل ستريب عن فيلمها August: Osage County قد يكون بارداً ومملاً هذا العام، ويرسل إيحاء بأن أعمال هذه السنة لم تنتج أدواراً نسائية مميزة، والواقع فعلاً عكس ذلك، ولكنه ترشيح يضمن لها خلوداً طويلاً في عالم السينما، إذ انه الترشيح رقم 18 في تاريخها، ليجعلها ذلك أكثر شخص يحصل على عدد ترشيحات لجائزة الأوسكار في جميع الفئات، وهو فعلاً رقم يصعب جداً تحطيمه، وسيبقى صامداً لفترة طويلة من الزمن.

 في عالم الصحافة هناك مقولة تتكرر دائماً: مقعد ميريل ستريب يبقى محجوزاً، وهو تلميح عن استمراريتها في تقديم الأدوار المتميزة على مدار الأعوام، ولأكثر من 30 عاماً، ولكن ترشيحها هذا العام للأوسكار، المهم لها شخصياً، والمفاجئ للكثير من متابعين السينما حول العالم، قد يكون بشكل أو أخر هو المحطة الأبعد في سباقها ناحية الجائزة.

 وبعيداً عن ميريل ستريب، يبدو التنافس قوياً جداً بين ساندرا بوليك عن فيلم Gravity، والتي تسعى من خلال ترشيحها الثاني في مسيرتها الحصول على الأوسكار الثاني أيضاً، والأسترالية كايت بلانشيت عن فيلم Blue Jasmine التي تسعى أيضاً للأوسكار الثاني في تاريخها من خلال ترشحها السادس.

 تبقى حظوظ كلاً من جودي دينش Philomena، وايمي آدمز American Hustle قائمة ولكن بدرجة أقل كثيراً، ما وإلا كان لأعضاء الأكاديمية رأي أخر يفجر مفاجأة من العيار الثقيل، ولكنه أمر قد يبدو مستبعداً جداً.
وأما في فئة أفضل ممثلة دور مساعد، فيبدو بأن الكينية لوبيتا نيونغ من 12Years a Slave أقرب من الجميع للفوز بهذه الجائزة، مع بقاء حظوظ جينفر لورانس American Hustle قوية جداً، إذ أن فوزها لن يشكل أي مفاجأة أبداً، لما قدمته من دور تحصل على الكثير من الثناء أيضاء في العديد من المراجعات. المفاجأة ستكون ما وإن فازت أحدى المرشحات الثلاثة المتبقيات، وهن: جوليا روبرتس August: Osage County، سالي هوكينز Blue Jasmine، جون سكويب Nebraska.


    -       الأكاديمية تراهن على جوناه هيل
 لو سألت أي ممثل كوميدي في هوليود عن أقصى أمنياته في عالم السينما، سيجاوب دون تردد "ترشح واحد لجائزة الأوسكار"، إذ أن هناك العديد من الفنانيين الكوميديين أنتهت مسيرتهم الفنية دون الحصول على ترشيح واحد فقط للأوسكار، بسبب أن أدوار الدراما في الغالب تنال رضى ومحبة النقاد حول العالم.

 ودون أي استنقاص من أداء الشاب جوناه هيل في فيلمه الجديد The Wolf of Wall Street، والذي شكل رفقة ليوناردو دي كابريو ثنائياً جميلا، ولكن لا يوجد أي تفسير منطقي لترشيح جوناه هيل من الأكاديمية ولجائزة بحجم الأوسكار، رغم أن جوائز مثل الغولدين غلوب والبافتا ونقابة الممثلين والجمعيات السينمائية المختلفة لم تمنحه أي ترشيح هذا العام في فئة أفضل ممثل مساعد، والتفسير المنطقي الوحيد هو "الأكاديمية فعلاً تراهن على جوناه هيل". وهو أيضاً ترشيح أقصى الألماني المتميز دانيال بروهل من فيلم Rush خارج القائمة النهائية المرشحة للجائزة، وهو الذي كان يمتلك رهانات كبيرة ليس فقط من أجل الترشح للجائزة، ولكن الفوز بها أيضاً.

 ولكن جوناه هيل الذي تحصل على ترشيحه الثاني خلال ثلاث سنوات، قد يجد صعوبة بالغة في الفوز بجائزة أفضل ممثل مساعد وهناك رهان شبه عام وعلى جميع الأوساط بأن الجائزة ذاهبة ناحية جاريد ليتو من فيلم Dallas Buyers Club، دون أغفال حظوظ كلاً من مايكل فاسبيندر  12Years a Slaveوبرادلي كوبر American Hustle والمفاجأة الجميلة هذا العام وفي أول دور له بمسيرته الفنية، الصومالي برخاد عبدي Captain Philips.


-       أربعة اسماء عربية من أجل الأوسكار
 الحضور السينمائي العربي هذا العام سيكون أكثر، وذلك بعد ترشح أربعة اسماء عربية في فئات مختلفة، وهو يعتبر حضور جميل خصوصاً وأنها تنافس فعلاً بأعمال مهمة، وتحتفظ بكامل حظوظها مع المتنافسين الأخرين باحتمالية الظفر بأحدى جوائز الأوسكار هذا العام.

 وخلافاً للصومالي برخاد عبدي، والذي ينافس على جائزة أفضل ممثل مساعد، كما ذكرنا سابقاً. هناك الفلسطيني هاني أبو أسعد، الذي تحصل على ترشيح في فئة أفضل فيلم أجنبي عبر فيلمه الجديد "عمر". وكذلك في فئة أفضل فيلم وثائقي، ترشحت المصرية جيهان نجيم عن فيلمها الوثائقي "الميدان". وأيضاً في فئة أفضل فيلم قصير، ترشح فيلم "ليس للكرامة جدران" للمخرجة اليمنية سارا إسحاق.




نشرت في صحيفة آراء الألكترونية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق