الصفحة الرئيسية

السبت، 28 سبتمبر 2013

قصة بوجهين !




 هل جربت مرة أن تقرأ قصة فتفهمها، وحين تعيد قراءتها تفهمها بشكل أخر، وكل ما تعيد قراءتها تتنقل بين الفهم الأول والثاني ولا تجد أبداً أي الحكايتين هي الأصح. أو هل جربت مرة أن تشك بحقيقة، وتعود لتراجعها وتشك بالشك الأول، وتركز أيضاً فتعود إلى أن الشك الأول في محله، وهكذا إلى ما لا نهاية؟.

 هذا بالضبط هو الشعور الذي يصاحبك حينما تشاهد فيلم Shutter Island، للرائع ليوناردو دي كابريو، والمقتبس من رواية تحمل نفس الاسم للكاتب Dennis Lehane، ومن إخراج العبقري Martin Scorsese، ومن إنتاج عام 2010.
 لا أبالغ أبداً إن جزمت بأن مشاهدة واحدة للفيلم هذا بالذات لا تكفي أبداً، وأجزم أكثر بأن مشاهدتك الثانية له بعد معرفة النهاية التي وصل إليها سيمنحك رؤية جديدة أو قصة وفيلم جديد يختلف عما كنت تشاهده في المرة الأولى، إذ انطباعك الأول لشخصية ليوناردو دي كابريو سيزول مع النهاية وتكتسب انطباع أخر يبقى معك إلى لحظة نهاية الفيلم في المرة الثانية، وحينما تسمع تساؤل بطل الفيلم أياً كانت شخصيته وهو يقول "هل الاسوأ أن تعيش كوحش أو تموت كرجل طيب"، حتى يعود الشك لك من جديد وأنت تسمع زميله الخائن أو دكتورة الصبور الذي تحمل عناء التجربة كاملة وهو يناديه باسمه الذي يدعي بأنه مزيف في لحظة ارتباك.
 أتوقع شخصياً بأن رسائل الفيلم عديدة، ومنها أن لا حقيقة مطلقة في هذا العالم، فصور لك فيلم لا تستطيع الجزم به أبداً، وكذلك فإن وجهي القصة كل واحدة تحكي شيئاً مختلفاً، فالسؤال العالق هو: هل الفيلم يحكي لنا رؤية من خلال أعين "مجنون" أو مختل عقلياً؟، إن كان هذا فعلاً هو الوجه الحقيقي فإنها بادرة تستحق التركيز عليها وعمل يحترم جداً، وإن كان الوجه الأخر وهو دور الحكومات في اخفاء تجاربها الشنيعة على الأحياء وحتى وان كلف هذا مستقبل وحياة احد رجالها، فهو كذلك عمل يستحق تسليط الضوء وعمل يحترم جداً أيضاً.
 بالإضافة إلى كل ذلك فإن أحداث الفيلم تدور أساساً في الخمسينات من القرن الماضي، وهو الوقت الذي برز به الطب النفسي والعمليات الجراحية لعلاج الحالات النفسية والتي كانت نتائجها في الغالب كارثيه على المريض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق